اللقاء المفتوح مع
الشيخ أيمن الظواهري
الحلقة الثانية
1429
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه
- أيها الإخوة المسلمون في كل مكانٍ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
فهذه الحلقة الثانية من إجابات الأسئلة التي وردتني.
وأبدأ بالمجموعة الخامسة من الأسئلة وتدور أساساً حول العراق:
5/1- يقول السائل البعيد:
"هل يعتبر الدكتور نفسه عالماًبالشريعة الإسلامية؟ وفي حال كانت الإجابة بلا، فعلى أي أساسٍ يصدر فتواهالمخالفة لجمهور العلماء دون إعذارٍ لآحادهم و جماعاتهم؟
إعلان الدولة الإسلامية في العراقكان نقطةً مركزيةً في إشعال روح الخلاف بين المجاهدين في العراق، و تمت دونالاتفاق مع الفصائل المجاهدة أو العلماء (هيئة علماء المسلمين) أو عمومفئات الشعب.
العراق دولةٌ متعددة المذاهب، والسنة فيها يراوحون حول النصف من السكان، وقد يقلون، ما هو موقع هؤلاءفي الدولة التي أسسها الدكتور وأنصاره في العراق؟
ما حكم من يرى مبادئ الديمقراطية (ما لم تعارض محكمات الشريعة) الطريقة الأفضل لإدارة الدولة وإيجاد توازنٍ بين الدولة والمجتمع؟
قطاعٌ كبيرٌ من المسلمين لا يتعبدونالله في الأصول بالمذهب الحنبلي (الدعوة السلفية) كالأشاعرة والماتريدية،وبالتالي فهم يختلفون مع منهج الإمام ابن تيمية والشيخ محمدٍ بن عبدالوهاب. ما هو موقع هؤلاء في فكر القاعدة".
- إجابتي على السؤال الأول للبعيد هي؛ أني لا أعتبر نفسي من علماء المسلمين، ولكني محبٌ لهم، ناشرٌ لما أعلمه من أقوالهم. أما بقية السؤال فلم أفهم، أية فتوى يقصدها.
- أما سؤاله الثاني عن دولة العراق الإسلامية، فأخالفه فيما ذهب إليه، فإن الإخوة في شورى المجاهدين قد بذلوا ما في وسعهم لاستيعاب كل الطاقات المجاهدة في العراق، وأخروا إعلان الدولة لعدة أشهرٍ، ليتصلوا بكل القيادات المجاهدة في داخل العراق، وإعلان الدولة لم يكن سبباً في الخلاف، بل كان وسيكون -بإذن الله- سبباً في منع سقوط المجاهدين في فتنة الاقتتال الداخلي، كما حدث في أفغانستان.
وإن كانت هناك فئةٌ أو جماعةٌ أو مجموعةٌ تتفق مع دولة العراق الإسلامية في منهجها الصافي البعيد عن العصبية القومية وعن العلمانية والساعي لإقامة الخلافة الإسلامية وتحرير كافة ديار المسلمين من الغزاة الصليبيين واليهود، فإني أدعوها ودولة العراق الإسلامية للحوار والتفاهم حول الوحدة في كيانٍ واحدٍ، وأحسبهم سينجحون -إن شاء الله- إذا صدقت النوايا.
- أما سؤاله الثالث فلي عليه عدة تعليقاتٍ:
أولها: أن السنة ليسوا أقليةً في العراق بل هم الأكثرية، لأن الأكراد سنةٌ أيضاً، وكذلك التركمان.
ثانيها: أن العراق وكافة ديار الإسلام يجب أن تحكم بالشريعة الإسلامية. ومن أظهر الإسلام قبلناه منه، فإن خالف الشريعة، حكم عليه بالحكم الشرعي، الذي يستحقه.
- أما سؤاله الرابع فانبنى على مقدمةٍ خاطئةٍ أدت لنتيجةٍ أكثر خطأً. فالديمقراطية تتعارض أصلاً مع الشريعة، لأن الديمقراطية تقوم على حاكمية الأغلبية، والشريعة تقوم على حاكمية الشرع المنزل من رب العالمين.
- أما سؤاله الخامس عن الحنابلة والأشاعرة والماتريدية ففيه خلطٌ، فالمذهب الحنبلي مذهبٌ فقهيٌ، وليس مذهباً عقدياً.
أما المذاهب المنتسبة للسنة فيجمعها التحاكم للكتاب والسنة وإجماع القرون الثلاثة الفاضلة، والخلافات بينها تحل بالدعوة والبحث العلمي الهادئ. ونحن لسنا مقلدين لابن تيمية ولا محمدٍ بن عبد الوهاب -رحمهما الله- على جلالة قدرهما، بل نحن أتباع الدليل. والماتريدية والأشاعرة قدما أعظم الخدمات في الدفاع عن الإسلام والمسلمين.
5/2- أبو هاجر الطائفي يسأل:
ما تقييمكم للوضع الحالي في العراق؟ وما موقفكم من الحركات الجهادية في العراق وعلى رأسهم دولة العراق الإسلامية وجماعة أنصار السنة؟ ولماذا لم يبايع أحدهم الآخر؟ وهل صحيحٌ أن تنظيم القاعدة قد انحل في العراق، وانضم إلى ما يسمى دولة العراق الإسلامية؟ ولماذا لم تبايع دولة العراق الإسلامية تنظيم القاعدة في العراق؟ ومع العلم أن الشيخ أبا مصعبٍ الزرقاوي -رحمه الله- أمير تنظيم القاعدة قد بايع الشيخ أسامة؟ فكيف ينحل هذا التنظيم بسهولةٍ؟ كما جاء على لسان الشيخ أبي عمر البغدادي؛ أن تنظيم القاعدة قد انحل، وبايع دولة العراق الإسلامية. وما موقفكم من أبي عمر البغدادي؟
- جوابي على الأخ أبي هاجرٍ كما يلي:
أولاً: الوضع في العراق يبشر بانتصار الإسلام واندحار الصليبيين ومن وقف تحت رايتهم قريباً بإذن الله.
ثانياً: بالنسبة للأخوة الكرام في أنصار السنة فقد بينت خلاصة رأيي من قبل.
ثالثاً: الدولة خطوةٌ في سبيل إقامة الخلافة أرقى من الجماعات المجاهدة، فالجماعات يجب أن تبايع الدولة وليس العكس، وأمير المؤمنين أبو عمر البغدادي -حفظه الله- من قادة المسلمين والمجاهدين في هذا العصر، نسأل الله لنا وله الاستقامة والنصر والتوفيق.
5/3- المقعقع يسأل:
لماذا شيخنا أسامة لم يشر إلى دولة العراق الإسلامية في خطاباته؟ وهل هو موافقٌ على إعلانها ووقته؟
- إجابتي؛ أن الشيخ أسامة قد أثنى على دولة العراق الإسلامية وقادتها أكثر من مرةٍ، وآخرها كلمته الأخيرة، فليرجع الأخ الكريم لها.
5/4- بغداد الخلافة يسأل:
تواجهنا سموم فقهاء المارينز، لا تكف علينا شراً بالشبهات والضلالات، ودعاياتٍ أمريكيةٍ تقول لشباب أمتنا: العراق للعراقيين، والمجاهدون هناك لا يحتاجون منكم سوى الدعاء لهم، ونفس الحال بالنسبة لمجاهدينا وبعض دمنا بالإمارة الإسلامية بخراسان أعزها الله. هذا حتى يضلوهم عن درب الخلافة المرتقبة، والتي لأجلها سلت سيوف أحفاد خالدٍ والمثنى، رفع الله قدركم بالنصر والتمكين.
وحينما دعوتم -حفظكم الله- في الشريط السابق لنصرة المجاهدين في العراق قالوا إن هذه الدعوة موجهةٌ للعراقيين فقط، وأن أي عملٍ جهاديٍ ضد القوات الطاغوتية الحكومية ببلدان المسلمين المحتلة لا يجوز شرعاً. ثم إنهم يحذرون المسلمين من الهجرة، ثم يرهبونهم ببهرجٍ من الاستعراضات للقوات الحكومية على الحدود، فيقولون إن أي قتالٍ ضد هذه القوات؛ هو إصابةٌ لدمٍ حرامٍ، لأن المخابرات وأجهزة أمن الدولة والجيش والشرطة مسلمون، لا يجوز قتالهم. وحتى إن جاء الدليل بقتال أحدهم فلا يعمم الأمر على كل من يحمل السلاح خدمةً للسيد الحاكم. وحتى وإن جاء الدليل بكفرهم فإنهم الأقوى، وكل مصلحةٍ وراءها مفسدةٌ. لا يجوز شرعاً، وعلى الشباب الرجوع إلى أي هيئات الإفتاء بالدول العربية، إذا اختلفت بينهم الأمور الشرعية، مستدلين بقوله تعالى : ﴿فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون﴾. فما تعليقكم ورسالتكم إلينا وإليهم؟
- تعليقي ورسالتي إليكم وإليهم؛ أن أهل الجهاد هم أصحاب القول الفصل فيما يحتاجه الجهاد، وقد استنفر قادة الجهاد في الشيشان وأفغانستان والعراق والصومال وفلسطين والجزائر الأمة، فيجب على الأمة أن تنفر إليهم. وأهل الجهاد يحتاجون للرجال، ويحتاجون للمال، ويحتاجون للخبرات الفنية والعلمية في مجالات الجهاد، فيجب على الأمة أن توفر لهم ذلك، فإن الحرب محرقةٌ للرجال والأموال. وأنصح كل مجاهدٍ ينفر لساحات الجهاد أن يجمع ما يستطيعه من مالٍ قدر طاقته ليوصله للمجاهدين، فإن المال عصب الحرب. وكذلك أنصحه أن يحرض أهل الكفاءات العلمية والفنية الذين يحتاجهم المجاهدون للنفير معه، أو على الأقل أن يكون واسطةً بينهم وبين المجاهدين.
5/5- Araby يسأل:
- نرجو من فضيلتكم توضيح الدليل على شرعية مبايعة أمير المؤمنين بالعراقأيي عمر البغدادي حفظه الله، وذلك حيث أن هناك من يردد بعدم وجوب مبايعة شخصٍغير معلومٍ، وليس له سلطانٌ، وأن الجهاد فى العراق كرٌ وفرٌ، ولم يحن موعد قيامالدولة بعد.
- لما لا تكون هناك عملياتٌ للقاعدة على الأهداف البحرية الأمريكية مثل عملية المدمرة كول؟
- إجابتي على الأخ Araby كالتالي:
أولاً: يقول الشيخ أسامة بن لادنٍ حفظه الله عمن يعترض على الشيخ أبي عمر البغدادي بأنه من المجهولين:
"وهنا مسألةٌ؛ إن معظم الناس لا يعرفون سيرة أمراء المجاهدين في العراق، فأقول؛ سبب ذلك ظروف الحرب ودواعيها الأمنية، إلا أني أحسب أن الجهل بمعرفة أمراء المجاهدين في العراق جهلٌ لا يضر، إذا زكاهم الثقات العدول، كالأمير أبي عمر فهو مزكىً من الثقات العدول من المجاهدين، فقد زكاه الأمير أبو مصعبٍ -رحمه الله- ووزير الحرب أبو حمزة المهاجر، الذين زكاهم صبرهم وثباتهم تحت صواعق الغارات فوق ذرى الهندكوش، وهم ممن يعرفهم إخوانكم في أفغانستان، أحسبهم كذلك، والله حسيبهم، ولا أزكي على الله أحداً.
فالامتناع عن مبايعة أميرٍ من أمراء المجاهدين في العراق -بعد تزكيته من الثقات العدول- بعذر الجهل بسيرته يؤدي إلى مفاسدٍ عظامٍ، من أهمها تعطيل قيام جماعة المسلمين الكبرى تحت إمامٍ واحدٍ، وهذا باطلٌ".
ويقول عمن يعترض على دولة الإسلام بأنها غير ممكنةٍ تمكيناً تاماً:
"ومن تدبر كيف حال دولة الإسلام الأولى يوم أحدٍ ويوم الأحزاب إذ بلغت القلوب الحناجر، ويوم أن ارتدت جزيرة العرب إلا قليلاً بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعلم أن التمكين المطلق ليس شرطاً لانعقاد البيعة للإمام أو لقيام دولة الإسلام.
فلا يصح أن يقال لمن بويع على إمارةٍ إسلاميةٍ، نحن لا نسمع لك ولا نطيع لأن العدو يستطيع إسقاط حكومتك.
ومن العجيب أن بعض الذين يثيرون مثل هذه الأمور، يعيشون في دول الخليج ومنها الكويت، ولم نسمع منهم مثل هذا الكلام عندما أسقط البعثيون حكومتهم، وإنما كان خطيبهم المفوه يقول بصوتٍ عالٍ نحن مع الشرعية، يعني مع حكام الكويت آل الصباح المعاندين لشرع الله، والذين لم يكونوا يملكون من أمر الكويت شيئاً وإن قل".
وأنا أدعو الأخ الكريم لمراجعة كلمة الشيخ أسامة كاملةً ففيها ردٌ على العديد من الشبهات، التي تثار بوجه دولة العراق الإسلامية نصرها الله.
ثانياً: أما عن العمليات البحرية، فنسألكم الدعاء أن ييسر الله لنا العمليات بكافة أنواعها.
5/6- مراسلٌ حرٌ يسأل:
هل تنوون معاقبة الدول الغربية، التي ساهمت بقواتٍ لها في العراق بإصدار الأوامر لتنفيذ عملياتٍ في هذه الدول، أم أنكم تركزون في حربكم الجهادية على الولايات المتحدة فقط، لكونها تقود هذا التحالف، علماً أننا لم نر أية تهديداتٍ صدرت منكم ضد اليابان مثلاً، عندما قررت إرسال قواتٍ للعراق لمساعدة قوات التحالف.
- إجابتي هي: نعم. نحن نرى أن كل من شارك في العدوان على المسلمين يجب أن يردع، أما عن اليابان فسيجد الأخ الكريم بين الأسئلة سؤالاً من وكالة أنباءٍ يابانيةٍ تسأل: لماذا هددتم اليابان؟
==================================
- المجموعة السادسة وتدور أساساً حول الجهاد في المغرب الإسلامي:
6/1- يقول السائل MANSOR:
"1-كيف ترون أهمية جهاد الإخوة في بلاد المغرب الإسلامي بالنسبة للجهاد العالمي ومشاركتهم في مسيرة الأمة نحو الخلافة الإسلامية؟
2- إن ظهور إماراتٍ إسلاميةٍ في كلٍمن الشيشان والعراق وأفغانستان هل يمكن أن نعتبره لبنةً ونواةً للخلافة الإسلامية؟ أم إنكم ترون أن الأمر لا يزال بعيداً؟
3- قتال المرتدين والحكومات الطاغوتية يحتاج إلى نفسٍ طويلٍ وإلى إعلامٍ قويٍ وإلى تمويلٍ ماليٍ كبيرٍ فكيف ترون مستقبل مثل هذا النوعمن الجهاد في كلٍ من مصر وسوريا والأردن وباقي الدول التي يحكمها حكامٌ مرتدون عن ملةالإسلام؟
- إجابتي على الأخ منصورٍ هي:
أولاً: نرى أن جهاد الإخوة في المغرب الإسلامي هو خطوةٌ صادقةٌ -بعون الله- في الطريق إلى الخلافة.
ثانياً: ظهور الإمارات التي أشرت إليها تحولٌ نوعيٌ في جهاد الأمة للوصول للخلافة، وعسى أن يكون ذلك قريباً، فإن الجهاد في العقود الثلاثة الماضية يشهد قفزاتٍ تاريخيةٍ ضخمةٍ.
ثالثاً: بينت من قبل أن جهاد الحكومات المرتدة خطوةٌ لا بد منها عاجلاً أو آجلاً لإزالة العوائق من طريق الخلافة.
6/2- Phenixshadow يسأل سؤالين:
1- الأول ينقسم لشقين:
علميٌ: بشّرنا النبي -صلى الله عليه و سلم- بقيام دولةٍ على منهج النبوة في آخر الزمان، ما هي معالم هذا المنهج؟
عمليٌ: ما هي مخططات مجاهدي تنظيم القاعدة لمرحلة ما بعد التمكين؟ خاصةً ونحن نعلم أن هناك إمارتان مختلفتان، واحدةٌ في العراق و أخرى في أفغانستان.
2- بما أن العبد الفقير من الجزائر يود أن يعرف ما ينتظر منا (في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي).هل نتبع أدبيات التنظيم الأم في استهداف العدو البعيد (الصهيوصليبي) أم نركز جهودنا على النظام المرتد، وكما تعلمون شيخنا الفاضل كنا قاب قوسين أو أدنى من إسقاطه لولا ذنوبنا ومعاصينا. أم أنكم تقترحون حلاً توفيقياً (استهداف كلا العدوين)، فإن كان كذلك فما هي الطريقة المثلى للإثخان في الصليبيين و المرتدين بغرض إقامة الدين.
- إجابتي على الأخ Phenixshadow هي:
أولاً: أهم معالم هذا المنهج هي متابعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علماً وعملاً، بتصفية العقيدة والجهاد في سبيل الله.
ثانياً: لو أنعم الله علينا بالتمكين فسنسعى -بإذن الله- في طرد الغزاة الكفار من كل ديار الإسلام، وفي إقامة دولة الخلافة التي تضم جميع المسلمين على قدر استطاعتنا.
ثالثاً: أنصح الأخ الكريم بأن يتّبع اجتهاد إمارة تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، فأحسبهم -ولا نزكيهم على الله- من أحرص الناس على طرد الغزاة الصليبيين من ديار الإسلام، والتمكين لدولة الخلافة، وإزاحة الحكومات العميلة المرتدة، كما نصوا على ذلك في ميثاقهم.
6/3- الأخ SAMARKAND -وفقه الله- سأل ثمانية أسئلةٍ، ثم أراد أن يفسح المجال لغيره، فسأل سؤالين آخرين، نسأل الله له الزيادة في الخير، فقال:
- نداء نصرةٍ لإخوانكم الموحدين في السجون المغربية من فئة التوحيد والجهاد. مما لا يخفى عليكم ما يعانيه أسرى السلفية الجهادية بالسجون المغربية من معاناةٍ وآلامٍ جسامٍ، وأن اعتقالاتهم بأعدادٍ ضخمةٍ جاءت في خضم الحرب على الإسلام فيما سمي بمكافحة الإرهاب، نرنو من جنابكم لالتفاتةٍ طيبةٍ تجبر كسر هؤلاء المعذبين في أقبية العتمة.
- بدأت تطفو في سطح السجون المغربية دعاوى للمراجعات، تعضدها بعض بيانات الفئة المنهزمة نفسياً، ومنهم بعض ممن يسمونهم الشيوخ. بل تجاوز الأمر إلى تدبيج البيانات والرسائل، ومنها الطعن على الدعوة النجدية والقاعدة. بماذا توصي الثابتين على العهد؟ وما هي توجيهاتكم لإخوانكم الأسرى من هاته الفئة في خط صد هاته المؤامرة على الجهاد والتوحيد؟ في مرحلة اعتماد الطغاة على الكهان والسحرة لقلب الأبصار واسترهاب الناس.
- اعتقل عددٌ كبيرٌ من الدعاة إلى الله منهم من انكسر داخل السجون وتراجع، ومنهم من ثلم خط الجهاد بفقده، وفي طليعة هؤلاء القائد العبقري الفذ أبو مصعبٍ السوري. أين دوركم في تبني هؤلاء والذود عنهم، ومنهم الشيخ رفاعي طه والقاسمي. في آخر زبدة الشيخ أبي مصعبٍ السوري الفكرية وجه نداءً للاطلاع على مشروعه الفكري في الدعوة للمقاومة الإسلامية لجنابكم والشيخ أسامة بن لادنٍ حفظه الله. ما هي نظرتكم لإدارة الصراع في أرض الله -عز وجل- على ضوء هاته النظرية؟ وأين أنتم من نصرة أبي مصعبٍ السوري وإخوانه من أفذاذ هذا المنهج؟
- تأتي خطوات وحدة الصف تفعيلاً حياً لخط وحدة المنهج والمصير والخيار. هل من خطواتٍ أخرى للمزيد من الوحدة على مستوى الصومال وفلسطين والأقطار الأخرى؟
- وكيف تنظرون لواقع الجماعات الجهادية على ضوء الأحداث الأخيرة؟ من قبيل مجزرة النهر البارد واعتقالات الإخوة في المغرب لنصرتهم للقاعدة وهذا التكالب على خط الجهاد.
- مما لا شك فيه أن المراجعات الأخيرة التي يضطلع بها سيد إمام تؤدي أدواراً متعددة الأهداف. ما هي تعليقاتكم المنهجية على الوثيقة؟ وما هو دوركم في صد الصادين عن منهج الجهاد بهاته الأدوات القذرة في إدارة الصراع؟
- ما هي تعليقاتكم على استهدافكم شخصياً من طرف هؤلاء؟ وما تقولون في سقوط أحد فرسانٍ كانوا من أهم شخصيات فرسانٍ تحت راية النبي، ونقصد به الأخ نبيل نعيمٍ؟
- هل من خطةٍ مضادةٍ للتصدي لهاته المراجعات والدعوات المبيرة؟ وما هو مصير الرفاعي طه والقاسمي داخل هاته الدائرة؟
أخيراً حتى نفسح المجال لأسئلةٍ أخرى نقول:
في خطابات أمير المؤمنين أبي عمر البغدادي الكثير من التوصيات للمجاهدين، ومنها ضعف العدد الكمي للأخوة المجاهدين من المهاجرين في دولة العراق الإسلامية. كيف ترون تفعيل النصرة لدولة العراق الإسلامية؟ وما هو دوركم في العمل على تعضيدها؟
وما هي كلمتكم في البشارة المعلنة بقيام الإمارة الإسلامية بالقوقاز؟
- إجابتي على الأخ SAMARKAND هي:
أولاً: أؤكد لإخواننا الأسرى في المغرب وفي كل سجون الحملة الصليبية على الإسلام، أننا لم ننسهم، وأن تحريرهم دينٌ في أعناقنا، وندعو كل مسلمٍ أن يتعاون معنا في ذلك.
ثانياً: أوصي الثابتين على العهد بألا يأبهوا بتلك الحرب الدعائية، التي تشنها أمريكا في سجونها في بلادنا، وأن يستعينوا بالله، ويردوا عليها بالحجج الشرعية، التي تكشف باطلها.
ثالثاً: نحن نعاهد الله أن نسعى -بكل ما نستطيع- لفك أسر رفاعي طه وأبي طلالٍ القاسمي -إن كان لا زال حياً- وأبي مصعبٍ السوري وكل أسارى المسلمين في سجون الحملة الصليبية الصهيونية. وأطروحات أبي مصعبٍ -فك الله أسره- تقدم فكراً ثرياً يستفيد منه المجاهدون.
رابعاً: بالنسبة لخطوات الوحدة بين المجاهدين فنرجو أن نبشر المسلمين بخطواتٍ أخرى، نسأل الله التوفيق والسداد.
خامساً: هذا التكالب الصليبي الصهيوني ضد الجهاد هو نتيجةٌ طبيعيةٌ لازدياد قوة المجاهدين، الذين يشكلون الخطر الحقيقي على النظام الغربي الصليبي.
سادساً: بالنسبة للتراجعات المذكورة فقد كتبت رسالة (التبرئة) في الرد عليها، وهذا جهدي الضعيف، فأرجو من الإخوة أهل القلم والعلم والرأي أن يكملوا نقصها، ويصوبوا خطأها، ويشاركوا في نصرة الإسلام والجهاد.
سابعاً: أما استهدافي شخصياً من قبل البعض، فقد أشرت له في مقدمة وخاتمة رسالة (التبرئة).
ثامناً: الشيخ رفاعي طه -فك الله أسره- أسيرٌ في إدارة المخابرات، ولم يفرج عنه كبقية القادة المتراجعين، لأنه يرفض بشدةٍ هذه السقطات والتنازلات، أما الشيخ أبو طلالٍ القاسمي، فلا يعرف مصيره، نسأل الله له الرحمة حياً أو شهيداً.
تاسعاً: أدعو المسلمين جميعاً للنفير لساحات الجهاد، وخاصةً للعراق، وأدعو الأمة المسلمة أن تخشى سؤال الله لها عن تخلفها عن نصرة إخوانها المجاهدين، وألا يبخلوا عليها بالرجال، ولا بالمال الذي هو عصب الحرب ومادتها ووقودها، وأن يعلموا أن المال مال الله، ويجب أن ينفق في سبيل الله، وأن ما ينفق في سبيل الله يخلفه الله خيراً منه، فالله الله يا أصحاب الأموال في المجاهدين، الذين لم يبخلوا بأرواحهم، وأدعو الأمة أن ترسل للمجاهدين أهل العلم الشرعي والعملي لدعم المجاهدين بالكفاءات والخبرات، وإنها لأمانةٌ في عنق كل مسلمٍ، والله المستعان.
عاشراً: نسأل الله أن ينصر ويؤيد إمارة القوقاز الإسلامية وسائر المجاهدين في كل مكانٍ.
6/4- فيزيائيةٌ موحدةٌ تسأل:
سؤالي هو حول الجهاد في المغرب الإسلامي؛ هل على المرأة جهادٌ اليوم في بلاد المغرب؟ وإن كان واجباً عليها الخروج إلىالجهاد هل يشرع لها أن تترك أبناءها عند من لا يطبقون عقيدة الولاء والبراء؟ مع العلم أنه ليس لها خيارٌ آخرٌ.
- جوابي هو:
الأصل في الجهاد إذا تعين أن يعم الجميع، ولكن يقدر المجاهدون حاجتهم في ذلك، ولذلك لا أدعو الأخت السائلة أن تترك أبناءها عند من لا يطبقون عقيدة الولاء والبراء، وأن تكون مستعدةً دائماً لأية خدمةٍ يحتاجها المجاهدون منها.
6/5- طالب رحمة ربه يسأل:
شيخنا الفاضل نود أن نسألك بخصوص شباب المغرب الإسلامي؛ أي جبهةٍ تنصحونهم بالنفير إليها؟
السؤال الثاني شيخنا هو أن الجهات المعادية للجهاد تلعب على وتيرة سفك الدماء والتكفير، حيث يوهمون عامة المسلمين أن المجاهدين يكفرون المسلمين،ثم يستبيحون دماءهم. فما هي النصائح التي توجهها لأنصار الجهاد لتفنيد هذهالدعاوى الكاذبة؟
- جوابي على الأخ طالب رحمة ربه هو:
أولاً: أنصح شباب المغرب الإسلامي بالنفير لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بالنفس والمال والعلم والخبرة.
ثانياً: أنصح المجاهدين بأمرين: الأول أن يحتاطوا أشد الاحتياط في تخطيطهم لعملياتهم ليتوقوا قدر الإمكان إصابة المسلمين، والثاني: أن يواجهوا حملة الدعاية والأكاذيب بحملةٍ صادقةٍ تكشف الحقائق، والله الموفق لكل خيرٍ.
6/6- فريد الجزائري يقول:
فلقد التبس الأمر على كثيرٍ من الجزائريين بعد الهجمات الأخيرة في العاصمة التي استهدفت مبنيي المحكمة الدستورية والأمم المتحدة. فرغم كل التحذيرات والبيانات التي وجهتها قيادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والتي ذكرت وحذرت وأكدت على ضرورة الابتعاد والنأي عن مؤسسات الدولة والجيش والأمن، وخاصةً المؤسسات الكبرى منها، والتي أصبح استهدافها لا يخفى على أحدٍ، إلا أن سقوط بعض الضحايا من أفراد الشعب أثار مخاوف كثيرة من احتمال عودة حملات استهداف الشعب الجزائري المسلم ومعاقبته مرةً أخرى. خاصةً بعد الاطمئنان الذي أحس به الشارع الجزائري بعد انضواء الجماعة السلفية تحت جناح قاعدة الجهاد بشكلٍ رسميٍ. ولأن جبهة الجزائر معولٌ عليها كثيراً لبعدها النسبي عن النفوذ المباشر لأمريكا ولقربها الشديد من أوروبا ومصالحها. فإن الجزائريين يرجون أن تخصوهم بكلماتٍ طيبةٍ عهدناها منكم، تثبتون بها اطمئنانهم، وتقوون بها عزيمتهم، لأن مرارة تجربتهم لا تخفى على أحدٍ. (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ) (غافر:51).حفظكم الله.
- رسالتي التي طلبها مني الأخ الكريم فريدٌ الجزائري هي:
- إخواني المسلمين في الجزائر. أطمئنكم بأن إخوانكم في (تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) هم أحرص الناس على أرواحكم وأموالكم وأعراضكم وكرامتكم، وأنهم يخوضون جهاداً في سبيل الله لتحريركم من أمريكا وفرنسا وأبناء فرنسا، وأنهم يعتبرونكم إخوانهم في الدين والعقيدة، ويرون الدفاع عنكم من أهم الفرائض، ولا يمكن أن يقصدوا قتل مسلمٍ بغير حقٍ، وإن وقع ذلك فهو بغير قصدٍ منهم، أو هو من أكاذيب الإعلام الحكومي الصليبي، الذي جربتم كذبه ودجله جيداً، وكما خضتم أيها الإخوة حرباً لتحرير الجزائر من فرنسا فأنتم الآن في حربٍ لتحرير بلاد الإسلام من أمريكا وفرنسا وأبناء فرنسا، والحرب قد تقع فيها أخطاءٌ، ويجب أن تصحح وتعالج بالعلاج الشرعي، ولكن لا يجب أن يتوقف الجهاد. فقوموا أيها الأحبة قومةً صادقةً في سبيل الله، عسى أن تتحقق فيكم بشارة النبي -صلى الله عليه وسلم- حين سئل عن الطائفة المنصورة فقال عليه الصلاة والسلام: "لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحقّ حتّى تقوم السّاعة"[1]. فقوموا إلى عز الدنيا وفوز الآخرة، فإن الأندلس تناديكم، والأقصى يناديكم، ومكة والمدينة تناديانكم، وبغداد وكابل وجروزني وسبتة ومليلية كلها تناديكم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يناديكم؛ أن خذوا بثأري ممن أهانني، وفقكم الله وأعانكم على الجهاد في سبيله ونصرة دينه وكتابه ونبيه صلى الله عليه وسلم.
6/7- أبو الوليد المغرب يقول:
من المعلوم أن جزءاً من بلاد المغرب الإسلامي الأقصى يرزح تحت نير الاحتلال الأسباني المباشر إضافةً إلى احتلالٍ بالوكالة من طرف حامية الصليب أمريكا. فهل من كلمةٍ تحريضيةٍ إلى شباب المغرب للتصدي لهذه الحملات الصليبية بعد أن طال بهم السبات.
- أذكر شباب المغرب الإسلامي بقول الحق تبارك وتعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ في سبيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا **75} الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ في سبيلِ اللهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ في سبيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾، وبقولِه تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إلى اللهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ﴾.
6/8- الأخ أبو أنسٍ القرشي يسأل سؤالاً طويلاً من ثلاثة أجزاءٍ، ملخصه؛ أنه طالب علمٍ عند من يسمون بالسلفيين من علماء السلاطين فهل يستمر بذلك؟ وهو يخطب الجمعة أحياناً، فهل يجوز ذلك في نظامٍ كافرٍ؟ وأنه قد وعد فتاةً بالزواج، ولكنه يريد النفير للجهاد، فهل يفي بوعده لها أم ينفر للجهاد؟
- إجابتي للأخ أبي أنسٍ القرشي أن النفير للجهاد مقدمٌ على غيره من طلب العلم أو الزواج، لأنه فرض عينٍ، فإن لم يتيسر له النفير، فلا بأس بطلب العلم، ولو على أيدي علماء السلاطين، طالما يأخذ عنهم ما ينقلونه عن العلماء المتقدمين، ويترك ما اخترعوه من أقوالهم، وخاصةً في مسائل السياسة الشرعية، أما خطبة الجمعة فلا بأس بها إن لم تتضمن ترويجاً للباطل، فإن كان شرطها ترديد ما تملي عليه الحكومة الطاغوتية، فليتركها والله خير الرازقين.
============================
- المجموعة الثامنة من الأسئلة وتدور أساساً حول الإخوان المسلمين، ويمثلها السؤال الطويل للأخ سيف الإسلام، حيث يقول:
أرى ملامح تغيرٍ في بعض من شيوخ الإخوان، وكثيرٌ من أتباعهم بصرف النظر عن الحالة المتردية للمرشد والقادة المعروفين، بل وهناك صراعٌ واضحٌ داخل الجماعة بين تيارين؛ التيار الذي يمثل الجانب المتميع الوطني الديمقراطي البرلماني، الذي يتكلم باسم الشرعية الدولية والمواثيق الدولية، والمندد بالإرهاب، وتيارٌ آخرٌ يسميه أصحاب التيار الأول القطبي، وهم يلتزمون بحاكمية الشريعة، ويريدون أن تنفض مصر يدها من اتفاقيات السلام مع الدولة العبرية، علاوةً على انتقادهم الحاد للوضع العام،
بل هناك كثيرٌ الآن من أتباع الإخوان مثلهم الأعلى الشيوخ الأفاضل أئمة الجهاد، وفي مقدمتهم عبد الله عزامٍ وخطاب و الزرقاوي و الظواهري، وعلى رأس هؤلاء ابن لادنٍ، حفظ الله الأحياء، ورحم الله وتقبل الشهداء.
وبالمناسبة من نتاج ذلك مسودة حزب الإخوان، التي أرجعت الشريعة حاكمةً، و طلبت نفض اليد من اتفاقيات السلام، وإعفاء النصارى من منصب الرئاسة، وكذلك إقرار كون الرئيس يجب أن يكون ذكراً وليس أنثى، وغيرها كثيرٌ.
و بصرف النظر عن موقفنا من الانتخابات والبرلمان الشركي، فعلى ناحيةٍ أخرى هذا البرنامج لحزبهم المذكور يدل على تحولٍ، أو بمعنىً أدق؛ سيطرة بعض شيوخ العقيدة من الإخوان جزئياً على بعض الأمور كالشيخ عبد الستار السعيد والشيخ جمالٍ عبد الهادي ومن على نهجهم نوعاً ما، واللذين يقال أنهما استغلا غياب بعضهم رهن الاعتقال، و أقام برنامجهم على هذا النهج، الذي يرفضه الطرف الأول. وتصريحات الجماعة تدل على نزاعٍ حول الأمر، وهذا كان واضحاً في اعتراض كلٍ من حبيبٍ نائب المرشد والعريان وأبو الفتوح على المسودة.
و هناك بوادر انقسامٍ داخل الجماعة، بل وبعضٌ من أهل الخير في الجماعة يحاول نشر مذهب أهل السنة والجماعة داخل الجماعة، ويرفض الطرف الأول تماماً، ولكنه لا يرى الصالح ترك الجماعة أو الانشقاق، وتأويله في ذلك حالة الاستضعاف، التي تمر بها الأمة وخاصةً مصر، وترصد النظام المصري للحركة الإسلامية.
كما أن كثيراً ممن نجلس معهم من شباب الإخوان قلوبهم ليست مع حماسٍ فقط، ولكن مع المجاهدين في العراق وفي الشيشان والصومال وغيرها، ونرى أن الحس الجهادي عاد، أو اشتعل داخل عقول وقلوب كثيرٍ من شباب الإخوان.
وأؤكد أنني شخصياً جلست مع بعضٍ من شيوخ الإخوان القدامى، ووجدتهم يسبون رباني على ما فعله في أفغانستان، وتحويله إياها إلى مرتعٍ للصوص وتجار ومزارعي الخشخاش، وعلى تحالفه مع أمريكا ضد أفغانستان و الطالبان.
بل والبعض منهم يشيد بنموذج طالبان في تحكيمه الشريعة، و قد ذكرت أسماء بعضهم، بل ولهم مقالاتٌ تنزل على المواقع الالكترونية للآن تقول بذلك تجاه طالبان.
و بصرف النظر عن أن هؤلاء -ونحسبهم مخلصين- يرون بأن الجماعات الجهادية -وهم لا ينكرون إخلاصها وحرصها على المطالبة بالشريعة وإعادة الخلافة- قد تعجلت في المصادمة مع قوى الكفر، دون أن تنتظر دعماً شعبياً أو توعيةً من عامة المسلمين ناحية القضية الإسلامية ووجوب تحكيم الشريعة الربانية في الأرض. فعلى أية حال ماذا ترون حيال هذا الموقف؟ و هل ترى يتغير أسلوبنا مع مثل هؤلاء من أعضاء الإخوان؟ وهل توجه لهم شيخنا الفاضل نصحاً ما؟ وهل ترى أن نخف حدة الوعظ معهم وأسلوب النقد مع عدم التنازل عن أي ثابتٍ من الثوابت الدينية أو العقائدية في نفس الوقت؟
أخيراً أرى أن تقدم شيخنا الفاضل النصح للشباب السلفي المغيب المفتون والمتعلق بشدةٍ بشيوخ السلفية الحادثة، الذين ينعتون الحركة الجهادية بالتفجيرية والتكفيرية، ويقولون على الشيخ أسامة -حفظه الله- غويٌ مبينٌ لضربه أبراج العهر الأمريكية، وأنه ذعر القوم علينا، ويقولون للشباب؛ اقعد تعلم العلم الشرعي (وهم ليس عندهم أصلاً علمٌ شرعيٌ، يقدمونه لأحدٍ، فلو كان عندهم هذا لما كان هذا حالهم). ولا تذهب للجهاد فى فلسطين وأفغانستان والعراق وغيرها، ويعتبرون نصارى أهل مصر أهل ذمةٍ، ويقولون يجب أن يكون خطابنا للكفار خطاباً ليناً، و يرددون نصوص التهادي وتزاور الرسول -صلى الله عليه و سلم- لليهود والكفار (ولا أدرى هل نتقبل الهدية من أولمرت؟ أم نزور شارون؟ لنطمئن على صحته!). و خطاب الرسول لعظيم الروم (ولا أدرى هل نقول لجورج بوش إلى عظيم أمريكا!). ويتكلمون بجهلٍ فى مسائل الجهاد، ويصفوننا بالتكفيرية، وما قلته هنا نصوصٌ وعباراتٌ يرددونها بكثرةٍ على أذن الشباب السلفي المغيب.
- إجابتي على الأخ سيف الإسلام هي:
أولاً: لا أرى أن مسودة برنامج حزب الإخوان قد أقرت بحاكمية الشريعة. فالمسودة تنص في مقدمتها على أنها تتقدم ببرنامجها: "طبقاً للدستور وإعمالاً لحق التعبير عن الرأي والفكر، واستناداً إلى المادة الثانية من دستورنا المصري، التي تنص على أن دين الدولة الرسمي هو الإٍسلام، وأن مبادئ الشريعة الأسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، وطبقاً لما قررته المحكمة الدستورية في تفسيرها لهذه المادة المحكمة، التي تعتبر بحقٍ النظرة الوسطية والاعتدال في المنهج الإسلامي"[2].
وهذه كلها للأسف تتنافى مع كون الشريعة هي الحاكمة.
فالدستور علمانيٌ لا يعتبر الشريعة حاكمةً، وقد أقر بهذا القاضي عبد الغفار محمدٍ في حكمه في القضية برقم أربعمائةٍ واثنين وستين على واحدٍ وثمانين أمن دولةٍ عليا، وهي القضية الشهيرة المعروفة بقضية الجهاد الكبرى، حيث قال في حيثيات حكمه الشهير:
"حقيقةً أن المادة الثانية من الدستور بعد تعديلها نصت على أن؛ الإسلام دين الدولة الرسمي واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الأسلامية المصدر الرئيسي للتشريع، إلا أنه يكفي المحكمة تدليلاً على أن أحكام الدستور لا تتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية، ما قرره عمر أحمد عبد الرحمن -باعتباره من علماء المسلمين- أمام المحكمة بجلسة ثلاثةٍ سبتمبر سنة ألفٍ وتسعمائةٍ وثلاثةٍ وثمانين ميلاديةٍ من أن الدستور يتصادم مع الشريعة الإسلامية ولا يتحاكم إليها، فالمواد ستةٌ وثمانون ومائةٌ وسبعةٌ ومائةٌ وثمانيةٌ ومائةٌ وتسعةٌ ومائةٌ واثنتا عشر ومائةٌ وثلاثة عشر ومائةٌ وتسعة وثمانون تعطي لمجلس الشعب حق التشريع وسن القوانين، وهو في الإسلام لله وحده، كما أن المادة خمسةً وسبعين من الدستور لا تشترط الإسلام والذكورة في رئيس الدولة، وهو أمرٌ يخالف إجماع الفقهاء، والمادة مائةٌ وخمسةٌ وستون تنص على أن الحكم في المحاكم بالقانون، الذي لا يتفق في أسلوب إصداره ونصوصه مع الشريعة الإسلامية"[3].
ثم يأتي الإخوان فيقدمون برنامجهم الإصلاحي على أساس الدستور، الذي أكد القاضي الوضعي على تعارضه مع أحكام الشريعة الإسلامية.
ثم هذا الدستور هو الذي احتوى على التعديل الأخير، الذي يحرم الإخوان من تشكيل حزبٍ على أساسٍ دينيٍ، فكيف يكون متفقاً مع الشريعة الإسلامية؟
ثم إن المادة الثانية من الدستور لا تجعل الشريعة الإسلامية حاكمةً، بل هي من قبيل الحيل والخداع، وقد بينت تفصيل ذلك في الباب الأول من رسالتي (مصر المسلمة بين سياط الجلادين وعمالة الخائنين)، وألخص الأمر هنا بإيجازٍ فأقول؛ إنه يتبين عند التحقيق؛ أن هذه المادة لا أثر لها في الواقع، ولا تغير الدستور العلماني المخالف للشريعة الإسلامية للآتي:
أ ) هذه المادة ذكرت بخبثٍ ودهاءٍ كلمة “مبادئ” الشريعة الإسلامية، ولم تنص على أحكام الشريعة الإسلامية. ومبادئ الشريعة مثل: لا ضرر ولا ضرار، ودرء المفاسد مقدمٌ على جلب المصالح، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجبٌ، والحكم يدور مع العلة وجوباً وعدماً، والضرورات تبيح المحظورات، وهذه المبادئ يمكن أن تشترك فيها كثيرٌ من القوانين مع الشريعة الإسلامية، ومع ذلك تختلف معها في الأحكام.
ب) هذه المادة ذكرت أن مبادئ الشريعة هي المصدر الأساسي -وليست المصدر الوحيد- للتشريع، ومعنى هذا أنه يمكن أن تكون هناك مصادرٌ إضافيةٌ للتشريع تزاحم الشريعة الإسلامية. وهذا تماماً يماثل من يقول: (لا إله أساسي إلا الله) بدلاً من أن يقول: "لا إله إلا الله" -لأن الله هو المشرع الأوحد في الإسلام- فهل تقبل هذه الشهادة من أحدٍ؟ يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ﴾.
ج ) إن هذه المادة لا سلطان لها على القضاة في المحاكم، وإنما هي تخاطب المشرعين (كما يسمونهم) في مجلس الشعب (البرلمان)، وبهذا أفتت المحكمة الدستورية العليا، واستندت إلى المادة مائةٍ وخمسةٍ وستين في الدستور، التي تنص على أن الحكم في المحاكم بالقانون. ولهذا يمنع أي قاضٍ من أن يحكم بالشريعة بدلاً من القانون الوضعي. وفي مخاطبة هذه المادة لأعضاء البرلمان فإنها لا تلزمهم بأحكام الشريعة الإسلامية، بل لهم أن يختاروا من مبادئها أو من مبادئ غيرها.
د) كما أن هذه المادة الثانية من الدستور جاءت بناءً على تعديلٍ دستوريٍ، وليس التزاماً بحاكمية الشريعة. أي أن هذا التعديل الدستوري جاء بناءً على موافقة أغلبية النواب ثم موافقة أغلبية الشعب، الذين يملكون سلطة تعديل القانون والدستور، ولم يجئ لأن الشريعة هي الحاكمة على الدستور والقانون، وبالتالي فإن الشعب يملك أيضاً أن يعدل هذه المادة، ويكون بذلك مستخدماً لحقه، وليس مجرماً في ميزان الدستور، بينما يعد في ميزان الشريعة آثماً خارجاً على الشريعة، لأن الدستور يعطي السيادة للشعب وحده، ولا يعطيها للشريعة، بينما في الإسلام لا يملك أي عددٍ من الناس -قل أو كثر- أن يغير من الشريعة، التي يجب أن تطبق سواءً وافق الأكثرون عليها أم رفضوا.
هـ) كما حكمت المحكمة الدستورية العليا أن هذه المادة لا أثر رجعيٍ لها، وبالتالي فلا يمكن أن يستند إليها في تغيير أي قانونٍ صدر قبلها، وحيث أن الأغلبية الساحقة من القوانين قد صدرت قبلها فلا أثر لهذه المادة على الأغلبية العظمى من القوانين[4].
وللأسف فإن البرنامج لم يحتف فقط بالمادة الثانية من الدستور، بل ذكر في أول عبارةٍ في الفصل الأول من الباب الأول أن: "مبادئ الشريعة الأسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع" ، ولم يمتلك كاتبو البرنامج -للأسف- الوضوح العقائدي، لكي ينصوا على أن أحكام الشريعة هي المصدر الوحيد للتشريع، والبون شاسعٌ بين من يعتبر أن أحكام الشريعة هي المرجعية الحاكمة الوحيدة، وبين من يعتبر أن مجرد مبادئ الشريعة هي المرجعية الأساسية مخلوطةً بمرجعياتٍ أخرى. وفاقد الشيء لا يعطيه.
كذلك ذكرت كلمة ديمقراطية ومشتقاتها في البرنامج تسع عشرة مرةً، وهي كلمةٌ لها مدلولٌ محددٌ، فهي تعني حاكمية الأغلبية، ولا تعني بحالٍ حاكمية الشريعة.
ثانياً: إلا أنه من الإنصاف القول بأن البرنامج قد خطا خطوةً -وإن كانت ناقصةً- نحو إظهار أو إبداء الحكم الشرعي في القوانين، حينما نص على وجود هيئةٍ للعلماء، تبدي الرأي فيما تطلبه منها الهيئة التشريعية، ولكن لم يتضمن البرنامج أي قوةٍ إلزاميةٍ لرأي تلك الهيئة، وصلاحياتها محدودة في إبداء الرأي، وهو ما أكدته تصريحات قيادات الإخوان كالدكتور محمدٍ حبيبٍ ومحمدٍ مرسي، ولا يوضح البرنامج لها أي دورٍ في الاعتراض على القوانين الحالية المخالفة للشريعة، ولا يحدد دورها إلا بإبداء الرأي الذي يعد راجحاً، ولم ينص البرنامج على أنه ملزمٌ، كما أن ما يسميها البرنامج بالهيئة التشريعية لها الحق في تصنيف ما هو من ثوابت الشريعة، وما هو ليس من ثوابتها، والهيئة التشريعية يمكن أن تكون أغلبيتها من المعادين للإسلام كالعلمانيين والشيوعيين والقوميين والنصارى، وبذلك تتلاعب في رأي الهيئة دون رقيبٍ، ولو أريد لهذه الهيئة أن تكون ضامنةً لحاكمية الشريعة لوجب ألا يصدر أي قانونٍ أو قرارٍ إداريٍ أو رئاسيٍ إلا بإقرارها، وأن يكون لها حق مراجعة ما سبق من قوانين وإلغاء ما لا يتفق مع الشريعة منها.
كذلك لم يحدد البرنامج للهيئة أي دورٍ في مراجعة الدستور، الذي يصر البرنامج على قيامه أساساً على الأغلبية الشعبية[5]، وأنها هي التي تحدد هل تكون المرجعية للشريعة أو لغيرها، وهي التي تحدد صورة مرجعية الشريعة[6]، ولما كانت حاكمية الشريعة غير ممكنةٍ في البرنامج جاء تصور هذه الهيئة ضعيفاً.
كما أن هيئة العلماء المذكورة في البرنامج تقابلها متناقضاتٌ كثيرةٌ، مثل أن السيادة للشعب، ومثل حظر إنشاء أحزابٍ على أساسٍ دينيٍ، ومثل التأكيد على مبدأ المواطنة، الذي يستلزم التفريق بين الناس على أساسٍ من الجنسية وليس من الدين، أي أن المسلم الملاصق للحدود المصرية في ليبيا أو السودان أو فلسطين ليس له من الحقوق في مصر ما لغير المسلم المصري فيها، وهذه مخالفةٌ واضحةٌ لأحكام الشريعة.
ولذلك فليس للشريعة في البرنامج المرجعية، وإنما خلطت مرجعيتها بمرجعياتٍ أخرى.
ثالثاً: غاب عن البرنامج أن العمل السياسي لا يكون صحيحاً إلا في ظل نظامٍ إسلاميٍ، أما في غياب هذا النظام، فإن الممارسة السياسية حسب قواعد وقوانين ودساتير النظام غير الإسلامي تعني الاعتراف الصريح والضمني بشرعية ذلك النظام. ولا فرق بين من يمارس السياسة تحت مظلة دستورٍ علمانيٍ، وبين من يمارسها تحت مظلة دستورٍ فرضه الغازي المحتل، كلاهما يمارس السياسة حسب ما يرسمه له ويلزمه به نظامٌ غير إسلاميٍ. وللأسف فإن قيادة حماسٍ قد ارتكبت الخطأين.
والشريعة كما حددت الأهداف كذلك حددت الوسائل، فلا يجوز الوصول لهدفٍ شرعيٍ بوسيلةٍ محرمةٍ، ناهيك أن تكون مخالفةً للعقيدة. فالذي يزعم أنه سيطبق الشريعة عبر التحاكم لغير الشريعة يخدع نفسه قبل أن يخدع غيره، ولن يطبق الشريعة.
رابعاً: أما بالنسبة لاتفاقيات السلام مع إسرائيل، التي نصوا على رفضها، فقد طالبوا بعرضها على الشعب في استفتاءٍ عام[7]، رغم أنهم يقرون أنها مخالفةٌ للشريعة، فكيف يعرضون أمراً مخالفاً للشريعة للاستفتاء، وهذا من مظاهر الخلط العقائدي.
إلا أنه من الإنصاف أن موقفهم الواضح من تحرير كل شبرٍ من فلسطين، أفضل من موقف قيادة حماسٍ في اتفاقية مكة.
خامساً: خلا البرنامج من أي ذكرٍ لدعم الجهاد والمجاهدين، دعك من جهاد المرتدين، فقد تنكروا له منذ زمنٍ، وكرروا هذا التنكر في البرنامج رغم إجماع الفقهاء عليه، حيث ذكروا أن وسيلتهم للتغيير هي بالطريق البرلماني الدستوري، ولكنهم أيضاً لم يذكروا كلمةً واحدةً حول دعم الجهاد ضد الغزاة المحتلين لديار الإسلام، ولا حتى مجرد الدعم السياسي والمعنوي لهم. بل إن كلمة جهادٍ لم ترد في البرنامج إلا عند الحديث عن دور الأزهر التاريخي في صد الغزاة. أما المجاهدون في فلسطين والشيشان والعراق والصومال فلم يرد عن ذكرهم حرفٌ واحدٌ.
كذلك لم يتطرق البرنامج لدعم المسلمين المحاصرين في قطاع غزة، ولا تعرض بالنقد لسياسة الحكومة المصرية المتواطئة في هذا الحصار، رغم تعرضه لتفاصيل التفاصيل في أمورٍ أخرى.
ولم يتطرق البرنامج لمعاناة المسلمين في ديارهم المحتلة ككشمير والفلبين والشيشان وسبتة ومليلية وتركستان الشرقية. رغم تأكيده على وحدة الأمة الإسلامية.
وهذا يذكر بسكوتهم المريب عن أعضاء التنظيم الدولي، الذين شاركوا في حكومات المحتل العميلة في أفغانستان والعراق. بل صرح محمدٌ مهديٍ عاكفٍ عندما سئل عن موقف الجماعة منمشاركة إخوان العراق في مجلس الحكم العراقي بقوله:
"نحن لا نشك في إخلاص ودين إخواننا، وهم يتخذون الموقف الذي يرونه مناسبًا بناءً على فقهٍ ودراسةٍ وأصولٍ"[8]. وفي مقابل ذلك يتهم عاكف المجاهدين بالضلال والانحراف. ﴿فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾.
سادساً: رغم رفض البرنامج لاتفاقية كامب ديفيد إلا أنه أقر باحترام كافة الأعراف والمواثيق والمعاهدات الدولية[9]، ولم يبد البرنامج رأيه مثلاً في معاهدة القسطنطينية، التي اتخذها نظام حسنيٍ مباركٍ ذريعةً لمرور السفن الصليبية المتوجهة لضرب العراق، ولا رأيه في اتفاقية المعابر بين مصر وفلسطين، التي اتخذها نفس النظام ذريعةً لتواطئه مع الأمريكان واليهود في حصار أهل غزة.
سابعاً: بالنسبة للأمم المتحدة طالب البرنامج بإصلاح الأمم المتحدة لكي تقوم على أسس الديمقراطية الدولية السليمة التي ينادي بها، دون نظريات حكم الأقوى[10]. ومعنى هذا الكلام أن البرنامج يرضى بأن تكون القرارات في الأمم المتحدة بأغلبية الأعضاء، وهذا إقرارٌ بأمرين خطيرين:
الأول: الرضا بالتحاكم لغير الشريعة.
الثاني: الرضا بالقرارات التي وافق عليها أعضاء الأمم المتحدة بالأغلبية كقرار تقسيم فلسطين لعام ألفٍ وتسعمائةٍ وسبعةٍ وأربعين وقرار قبول عضوية إسرائيل بالأمم المتحدة، بما يلزم جميع أعضاء الأمم المتحدة -طبقاً لميثاقها- باحترام سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها. وهذا يتناقض مع ما ذكره البرنامج من وجوب تحرير كامل فلسطين، بل إن الأمر لا يقتصر على فلسطين فقط، بل يتعداه للاعتراف بسيادة ووحدة أراضي كل دول الأمم المتحدة المعتدية على أراضي المسلمين، أي الاعتراف بسيادة روسيا على القوقاز المسلم، وسيادة الفلبين على جنوبه المسلم، وسيادة الهند على كشمير، حتى يتم الاستفتاء، الذي لن تسمح به القوى الدولية، وسيادة الصين على تركستان الشرقية، وسيادة أسبانيا على سبتة ومليلية بل على كامل الأندلس، وهلم جراً.
ثامناً: رغم الأخطاء التي سجلت بعضها، ولم أستقصها، في مسودة برنامج حزب الإخوان المسلمين، إلا أنه من الإنصاف أن نقول أن مسودة البرنامج قد تقدمت على عددٍ من بياناتهم السابقة فيما يخص الالتزام بالأحكام الشرعية في الحكم، وتصريحات بعض قياداتهم فيما يخص اتفاق مكة وإنشاء دولةٍ ثنائيةٍ في فلسطين. ولكن يبقى البرنامج معيباً ومقصراً عن التأكيد على حاكمية الشريعة في مقابل غيرها من الحاكميات على المستويين الداخلي والخارجي، وفي التأكيد على الأخوة الإسلامية في مقابل الوطنية العصبية، وفي التأكيد على ضرورة دولة الخلافة في مقابل الدولة الوطنية القومية. وكذلك عجز البرنامج عن تقديم أي طرحٍ عمليٍ لتأييد الجهاد الإسلامي ضد الغزاة في الشيشان وإفغانستان والعراق وفلسطين والصومال.
تاسعاً: أما بخصوص ما طرحه الأخ سيف الإسلام من اختلاف لغة الخطاب مع الفئات المختلفة، فصحيحٌ أن الخطاب يجب أن يختلف باختلاف حال المخاطب، وإن كان الأصل هو الخطاب بالحسنى، إلا إذا كانت هناك مخالفةٌ ظاهرةٌ تستدعي تنبيهاً وتحذيراً.
عاشراً: أما النصيحة التي أتوجه بها لكل مخلصٍ في جماعة الإخوان وغيرها من الجماعات الإسلامية، هي أن يسعوا في إصلاح جماعتهم، فإن لم يستجب لهم، فليكن الولاء لله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- مقدماً على غيره من الولاءات، وأن يسعوا لتحسين صورة جماعتهم بعد المواقف السيئة، التي تورطت فيها من أمثال مبايعة حسنيٍ مباركٍ والسكوت على دخول إخوةٍ لهم لكابل وبغداد على ظهور الدبابات الصليبية. كما أنصحهم ألا يتبعوا شبهات فقهاء المارينز، الذين شهدوا لحسني مبارك بالإيمان والحرص على تبليغ الدعوة الإسلامية، وأباحوا للمسلم أن يقتل أخاه المسلم تحت العلم الأمريكي، وأجازوا التطبيع مع إسرائيل إذا انسحبت عن جزءٍ من فلسطين. هؤلاء الفقهاء الذين ما زالوا مصرين على سقطاتهم، ويستكبرون أن يتراجعوا عنها، أو أن يعتذروا لأمتهم عما آذوها بها من فتاوى، هؤلاء لا يستحقون أن يكونوا أئمةً متبوعين، بل يحتاجون لموعظة تذكرهم بالله.
حادي عشر: أما من ذكرهم الأخ الكريم سيف الإسلام من سلفية السلاطين، فهؤلاء ظاهرةٌ مرضيةٌ معروفةٌ في تاريخ الأمم، وقد بينت سورة التوبة حالهم خير بيانٍ، يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ **46} لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ **47} لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاء الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ﴾. وبينت حالَهم سورةُ القتالِ: ﴿ويقولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ
ٍٍمُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ **20} طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ **21} فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾.
أما من قد يغتر بهم من الشباب فأقول لهم إن هؤلاء قد خالفوا الإجماعات المستقرة لعلماء المسلمين بوجوب خلع الحاكم المرتد، وبفرضية الجهاد العيني إذا دخل الكفار ديار الإسلام، فلا تتابعوهم في شبهاتهم، فكلٌ منكم سيسئل يوم القيامة وحده.
وأقول لمن يتبعهم لو أن معتدياً اعتدى على أمك أو أختك أكنت تسمح لرجلٍ أن يمنعك من الدفاع عنهما؟ إذن فكيف تسمح لنفسك أن يمنعك رجلٌ من الدفاع عن أمهات المسلمين وأخواتهم؟
ألم تسمع إلى قول الحق تبارك وتعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ في سبيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا﴾. وإلى قولِه تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ في سبيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ﴾.
No hay comentarios:
Publicar un comentario