فلسطين الآن – وكالات – قال المحلل العسكري لصحيفة 'معاريف' العبرية :' إن حماس نجحت في تحقيق نجاحات من خلال عملياتها العسكرية الأخيرة ضد الاحتلال الأمر الذي أدى إلى قلب مجريات الأمور على طاولة المفاوضات من خلال الوسيط المصري بعد أن كان لـ(إسرائيل) اليد العليا، لاسيما بعدما ارتكبته من محرقة بحق الفلسطينيين'.
وأوضح 'إمير بحبوط' في تحليل له نشر الأحد 27/4/2008، على صفحات 'معاريف' أن حماس وذراعها العسكري كتائب القسام تسببت من خلال عملياتها الناجحة بتوجيه انتقادات لقيادة وحدة غزة والتي يقوها العميد 'تشيكو تامير'.
وأشار 'بحبوط' إلى أن التناول اليومي لوسائل الإعلام الأجنبية لما تعرضه حماس من دعاية إعلامية حول نقص المواد التموينية والوقود في غزة خاصة بعد أن أوقفت وكالة الغوث أعمالها لنقل المواد التموينية إلى المحتاجين في غزة ساهم في قلب مجريات الأمور لصالح حماس.
وأكد المحلل العسكري لصحيفة 'معاريف' أن هذه الصورة بوضعها الحالي والتي هي لصالح حركة حماس غير مريحة لحكومة الاحتلال الإسرائيلي لاسيما وزير الحرب أيهود باراك، مشيراً إلى خشية أوساط سياسية وعسكرية من أن التوصل لتهدئة مع حماس بهذه الآونة سيعزز موقف الأخيرة فلسطينياً وعربياً ويجعلها قوة لا يمكن تجاوزها.
قلب مجريات الأمور
قال 'بحبوط' :' إنه في أعقاب العمليات العسكرية الأخيرة التي نفذتها كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس في موقع كرم أبو سالم -نذير الانفجار-، تغيرت صورة الموقف الذي كان سائداً بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس الذي تولد أعقاب عملية المحرقة -الشتاء الساخن-'.
ويرى أن الجيش الإسرائيلي في عملية -الشتاء الساخن- التي نفذها جيش الاحتلال أواخر شهر شباط/فبراير ومطلع شهر آذار/مارس وراح ضحيتها ما يزيد عن (135 شهيداً) ثلثهم من الأطفال، نجح في توجيه ضربة قوية ضد الجهاز العسكري لحركة حماس.
ويعتقد 'بحبوط ' أن حركة حماس في أعقاب هذه الضربة -الشتاء الساخن- أو التي عرفت بالمحرقة، أصبحت كما وصفها بعض القادة العسكريين 'تعاني من ضربة قوية' وفي 'حالة من الهلع' و'تلملم الجراح'.
وأشار إلى أن المستوى السياسي في (إسرائيل) كان مرتاحاً من نتائج عملية 'الشتاء الساخن', ولذلك أعطى أوامره للجيش لتخفيض مستوى العمليات العسكرية حسب مستوى العمليات التي تنفذها حماس على قاعدة 'إذا أوقفت حماس العمليات فإن الجيش سوف يوقف عملياته'.
ولفت إلى أن حماس خفضت من مستوى المواجهات مع الاحتلال حتى تتمكن من تنظيم الصفوف والاستعداد لسلسلة من العمليات، موضحاً أنه في هذه الفترة -التي اعتبرت (إسرائيل) أنها تمتلك اليد العليا في الميدان- جرت مباحثات بين الجانب الإسرائيلي برئاسة 'عاموس جلعاد ' والجانب المصري اللواء عمر سليمان للتوصل إلى تهدئة بين (إسرائيل) وحماس.
وأظهرت حماس أنها تريد تهدئة لأنها غير قادرة لمواجهة العمليات العسكرية الإسرائيلية, في مقابل التهدئة فإن (إسرائيل) سوف تسرع عملية إنجاز صفقة الجندي الذي تأسره فصائل المقاومة الفلسطينية بغزة جلعاد شاليط.
من جهتها، طلبت (إسرائيل) من حماس أن توقف عمليات تهريب السلاح والعمليات الفدائية تماما, وفي مقابل ذلك فإن (إسرائيل) تعمل على تسهيل الأوضاع الحياتية لدرجة معينة في قطاع غزة.
وأشار المحلل إلى أن المفاوضات التي جرت في القاهرة اعتبرت غير مقبولة من قبل حركة حماس, 'فحماس لا تقبل أن تحضر إلى المفاوضات وهي حركة تلعق جراحها ومكلومة كما يعتقد الجانب الإسرائيلي والذي كان يرى أن له اليد العليا في المفاوضات.
الحل .. ضربة
ونقل المحلل عن ضابط كبير في الجيش قوله :' إن الجيش لا يرغب في هذه اللحظة على الأقل حاليا في الدخول في مواجهة مع المستوى السياسي'، لكن ضابط كبير آخر أشار إلى أن عملية عسكرية واسعة قد تعمل على تغير صورة الوضع في المنطقة.
وأنحى الضابط الثاني باللوم على من وصفهم 'من يتسرعون في الوصول إلى تهدئة مع حماس بأنهم هم من يعارضون القيام بعملية عسكرية كبيرة في قطاع غزة'.
وفي نفس السياق، تحدث قائد المنطقة الجنوبية 'يوآب جلنت' -ولكن بصورة غير مباشرة- ' أنه إذا لم تقم بمهاجمة العدو –ويقصد حركة حماس- فإنه قد يهاجمك بضربة تغير صورة الموقف'.
No hay comentarios:
Publicar un comentario